يمر معظم الأطفال بمرحلة يتمسكون فيها بعادة غير مرغوب بها، وذلك كنوع من أنواع الاستراتيجيات التي يتبعونها لمواجهة شعورهم بالتوتر أو الملل أو عدم الشعور بالأمان أو الإحباط، ومن الأمثلة على هذه العادات: مص الإبهام، قضم الأظافر، وضع الإصبع في الأنف والعبث به… وعلى الرغم من أن طفلك سيتمكن من تجاوزها، إلا أنه يتوجب على الآباء والأمهات اتخاذ بعض الإجراءات تجاه هذه السلوكيات الجسدية المتكررة. نقدم لكم في هذا المقال نصائح لمساعدة الأطفال في التغلب على هذه السلوكيات، قبل أن يصبح الأمر خارجاً عن السيطرة.
مص الإبهام واللهايات
يبدأ مص الإبهام عادةً في الأشهر الأولى من حياة الطفل، وقد يتفاقم هذا السلوك عندما يبدأ الأطفال في التسنين، وخاصةً الأسنان الدائمة (عندما يصبح عمرهم 5 سنوات تقريباً). قد تؤدي هذه العادة إلى تغيّر في الأسنان وتغيير ترتيبها. لذلك، على الأهل القيام بمساعدة أطفالهم على التوقف عن مص الإبهام، والتوقف عن إعطائهم اللهاية في سن الرابعة كحد أقصى. وفيما يلي بعض النصائح للمساعدة في التخلص من اللهاية:
- عمل شقوق في جزء اللهاية الذي يتم وضعه في الفم. هذا الأمر يجعلها أقل فاعلية، لذا في معظم الأحيان يفقد الأطفال اهتمامهم بها.
- دع الطفل يساعد في وضع جميع لهاياته في إناء وتركه طيلة الليل، لكي تجيء “جنيّة اللهاية” وتترك له هدية خاصة.
- إذا كان الإقلاع عن اللهاية مرة واحدة أمراً صعباً، فدع طفلك يتركها في غرفة النوم كل صباح، حتى يستخدمها فقط فترة الليل أو عند أخذ قيلولة.
عض الأظافر والجُليدة
إنها إحدى “العادات العصبية” الأكثر شيوعًا، والتي من الممكن أن تؤدي إلى نزيف متكرر أو عدوى في بطانة الظفر. إليك كيفية معالجة هذه المشكلة:
- تقليم أظافر الأطفال بشكل منتظم لتجنب الأظافر الطويلة.
- إبحث عن بديل يمكن للطفل تناوله كوجبة خفيفة، مثل الخضار والفواكه.
- إبحث عن شيء يحافظ على نشاط إصبع طفلك، مثل كرة الضغط المطاطيّة.
- قم بتصميم نظام للمكافأة من خلال عمل مخطط ملصقات “ستكرزات”، ووضع علامة مقابل كل يوم لا يقوم فيه الطفل بعض أظافره، ليحصل على مكافأة.
- جرّب طلاء الأظافر الذي يمنع القضم.
- قم بتذكير طفلك بالتوقف عن ذلك، عن طريق لمس ذراعه برفق.
وضع الإصبع في الأنف
يعتبر وضع الإصبع في الأنف والعبث به واحداً من أقل السلوكيات المقبولة اجتماعيًا والأكثر شيوعاً في نفس الوقت. ويمكن أن يبدأ هذا السلوك عندما تتشكّل القشور، بسبب حدوث عدوى أو حساسية أو صدمة بسيطة، ويؤدي العبث بالأنف إلى المزيد من التهيّج، مما قد يخلق حلقة مفرغة، ويمكن أن يتسبب في حدوث نزيف أنفي متكرّر.
- اجعل طفلك يغسل يديه عندما تجده يعبث بأنفه.
- زوّد طفلك بمنديل ورقي دائماً، واحرص على وجود المناديل معك في كافة الأوقات.
- حافظ على رطوبة الأنف من خلال استخدام رذاذ ومرهم نيسيتا، للتخفيف من الجفاف وتجنب القشور.
- اجعل طفلك يتبنى عادة الذهاب إلى الحمام لنفخ محتويات أنفه برفق.
- عندما تكون في الأماكن العامة، استخدم “كلمة رمزية” مع طفلك، بحيث يمكنك قولها لتطلب منه التوقف عن العبث بأنفه.
- أعط طفلك شيئًا لإبقاء يديه مشغولة وبعيدة عن أنفه.
صرير الأسنان
يبدأ الضغط على الأسنان عادةً عندما يبدأ الطفل في التسنين (6 أشهر)، وعندما تظهر الأسنان الدائمة (5 سنوات).
يحدث صرير الأسنان أثناء النوم وعادة ما يتخلص منه الأطفال، ولكنه قد يستمر حتى مرحلة البلوغ، وهو الأمر الذي قد يكون مقلقًا، لأنه قد يسبب مشاكل في الأسنان، أو اضطرابًا في مفصل الفك. ننصحك باستشارة طبيب أسنان إذا خرجت هذه العادة عن السيطرة.
لف الشعر/ نتف الشعر
يمكن أن يكون هذا السلوك بمثابة تفريغ مشاعر القلق والمشاعر الحادّة لدى الأطفال، إلا أنه وفي حال استمر شد الشعر، فقد يؤدي ذلك إلى تساقطه.
- أعثر على بديل لسلوك لف الشعر. بإمكانك إعطاء الطفل بطانية ناعمة أو لعبة محشوة جديدة أو خصلة شعر اصطناعية أو دمية طفل ذات شعر طويل لحل المشكلة.
- شجع طفلك على إيجاد طرق أخرى لإطلاق الطاقة المكبوتة من خلال الأنشطة البدنية.
- انتبه إلى ما يحدث في المنزل من أمور قد تؤدي إلى توتر طفلك.
- إذا فشلت كل الطرق الأخرى، جرّب قص شعر طفلك ليصبح قصيراً، إذ قد لا يهتم بلف الشعر القصير مثل الطويل.
تذكر دائمًا أن هذه السلوكيات ستختفي يومًا ما، وقد يتوتّر الأهل كثيراً منها، لكن احرص على عدم عكس ذلك على طفلك. لا تولي الكثير من الاهتمام لعاداتهم، وامدح طفلك على سلوكه الجيد، واذكر له القواعد دائماً، وحدّثه بلطف عنها.