في كثير من الأحيان، نشعر بألم في الرأس، ونشخص أنفسنا على أننا نعاني إما من الصداع النصفي أو من صداع الرأس، دون أن نعرف الفرق ما بين الاثنين. فهل هما متشابهان حقاً، وهل لصداع الرأس نوع واحد أم أنواع مختلفة؟ لقد حان الوقت لمعرفة الإجابة على ذلك، حتى نتمكن من تناول الدواء المناسب والتخلص من الألم، أو حتى الوقاية منه!
ما هو صداع الرأس وما أنواعه؟
يتمثل صداع الرأس بالآم مزعجة في منطقة الرأس والتي قد تسبب الضغط، وتتراوح شدته بين الطفيف والشديد. تشمل مناطق الصداع الجبهة والصدغين والمنطقة خلف الرقبة، وفيما يلي أنواعه المختلفة:
صداع التوتر
هو أكثر أنواع الصداع شيوعاً، وينجم عن الأجهاد والتوتر وشد العضلات، ويستمر عادة بين ثلاثين دقيقة وسبعة أيام.
الصداع العنقودي
هو صداع شديد جداً يصيب جانب واحد من الرأس، ويأتي على شكل نوبات، ويلي هذه النوبات فترات خالية من الألم.
صداع الجيوب الأنفية
هذا الصداع يرافق الأعراض الأخرى لالتهاب الجيوب الأنفية، مثل ارتفاع درجات حرارة الجسم واحتقان الأنف والسعال، وغيرها. وفي كثير من الأحيان، يتم الخلط بينه وبين الصداع النصفي.
صداع التشوه الخياري
يرافق هذا الصداع وجود التشوه الخلقي النادر الذي يعرف ب”تشوه آرنولد خياري”، حيث يؤدي حجم الجمجمة الصغير إلى دفع أجزاء الدماغ إلى الخلف مسبباً الصداع.
الصداع الرعدي
هو صداع في غاية الشدة، ويسمى بالرعدي لأنه يحصل بشكل مفاجئ ويبلغ ذروته في غضون 30 ثانية. يعتبر هذا النوع من أنواع الصداع من الحالات الخطيرة التي تستدعي الحصول على رعاية طبية فورية. ومن أسبابه: نزيف تحت العنكبوتية، تمزق أحد الأوعية الدموية في الدماغ أو حصول جلطة دماغية، أو أي إصابة شديدة.
ما هي طرق علاج صداع الرأس؟
- الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، ومنها الأسيتامينوفين والأسبرين والإيبوبروفين.
- التقنيات الاسترخائية، حيث أنها تعتبر فعالة في التقليل من الإجهاد والآم الرأس، كما أنها تقلل من فرص حدوثه، ومن الأمثلة عليها: العلاج باستخدام الحرارة (الكمادات الدافئة والاستحمام في ماء دافئ)، التدليك، التأمل، تمارين الاسترخاء وتمديد الرقبة.
ما هو الصداع النصفي؟
غالباً ما يرافق هذا الصداع شديد الألم أعراض أخرى مثل الغثيان والقيء، وألم في إحدى العينين أو الأذنين، أو ألم في الصدغين، أو حساسية من الضوء والصوت، وفي بعض الأحيان يعاني المصابون به من فقدان مؤقت في الرؤية. يتراوح ألم الصداع النصفي من متوسط إلى حاد، فيما يكون شديداً جداً في بعض الحالات، مما يؤدي إلى توجه الفرد إلى غرفة الطوارئ. وفي حين أنه غالباً يصيب جهة واحدة من الرأس، إلا أنه قد يصيب الجهتين في أحيان أخرى، ويكون مؤلماً لدرجة التأثير على حياتنا وأنشطتنا اليومية.
ينقسم الصداع النصفي إلى قسمين، وهما الصداع النصفي مع هالة، والصداع النصفي دون وجود هالة. فما هي هذه الهالة؟
الهالة هي مجموعة من الإشارات التحذيرية التي تبدأ قبل حصول النوبة ب10 إلى 30 دقيقة، وتشمل كلاً من الأعراض التالية: عدم القدرة على التفكير، الشعور بوخز أو تنميل في الوجه أو اليدين، رؤية أضواء وامضة أو خطوط غريبة، وغيرها.
وفي بعض الأحيان، قد تبدأ الأعراض قبل يوم أو يومين من حصول النوبة وتسمى ب”مرحلة البوادر”، وتشمل: الإمساك، الاكتئاب، التثاؤب المتكرر، تصلب الرقبة، وغيرها.
ما هي طرق علاج الصداع النصفي والوقاية منه؟
قبل التطرق إلى طرق علاج الصداع النصفي، يجب محاولة تجنب حدوثه قدر الإمكان، وذلك من خلال الابتعاد عن الأطعمة والمواد التي تسببه مثل الكحول والكافيين، واتخاذ خطوات فعالة للحد من التوتر والإجهاد. بالإضافة إلى ذلك، يجب الحرص على تناول الأدوية التي يصفها الطبيب لنا، من الأدوية المضادة للإكتئاب، والمخفضة لضغط الدم، والمضادة للصرع، وغيرها.
فيما يلي المحفزات الرئيسية للصداع النصفي:
- التوتر العاطفي
- حبوب منع الحمل
- الكحول والكافيين
- التغيرات الهرمونية
- سن الأمل- انقطاع الطمث
أما الأفراد الذين يعانون من الصداع النصفي بشكل أقل تكراراً، فإن الأدوية المتعارف عليها للحد من الآم هذا النوع من الصداع قد تكون مفيدة لهم، ومنها الأدوية المضادة للغثيان، والأدوية المسكنة للألم، بالإضافة إلى الأدوية المضادة للالتهابات.
ننصحكم بعدم تناول أدوية الصداع النصفي لمدة تزيد عن 10 أيام في الشهر، حيث أنه قد يؤدي إلى حدوث تأثير يعرف بالصداع الارتدادي، وبالتالي سيزداد الوضع سوءاً عوضاً من أن يصبح أفضل.
هل أعاني من صداع الرأس أم الصداع النصفي؟
إذا كان ما تشعر به هو ألم خافق وقوي، وفي جهة واحدة فقط من الرأس، أو في الجهتين إلا أنه مصحوب بأعراض أخرى، مثل الغثيان والدوخة ورؤية أضواء وامضة، فقد يكون ما تعاني منه هو الصداع النصفي.
أما إذا شعرت بضغط خفيف في رأسك، وفي معظم الأحيان يكون في الجبهة أو فروة الرأس، ودون وجود أي أعراض أخرى، فعلى الأغلب أنك تعاني من صداع الرأس.