أشياء نفعلها يومياً دون أن نعلم أنها قد تؤثر على رئتينا
الرئتان تعملان بلا توقف لتزويد جسمك بالأكسجين والتخلّص من ثاني أكسيد الكربون. ومع ذلك، فإن كثيراً من الناس يؤذون رئتيهم دون أن يشعروا.
ربما تعتقد أن التدخين هو السبب الوحيد لتلف الرئتين، لكن الحقيقة أن هناك عوامل خفية كثيرة قد تُعرّض الجهاز التنفسي للضرر — من أشياء نستخدمها يومياً إلى مواد لا نراها ولا نشمها.
في هذا المقال، سنتعرف على أكثر الأسباب المفاجئة لتلف الرئتين، وكيف يمكنك تجنّبها لحماية نفسك وعائلتك.
١. السجاد والعفن المنزلي
السجاد قد يبدو جميلاً ودافئاً، لكنه يُعتبر بيئة مثالية لتجمّع الغبار والعفن وبقايا الحشرات.
إذا كنت تعاني من الحساسية أو ضعف المناعة أو أمراض الرئة، فالتعرّض للعفن قد يُسبّب التهابات رئوية خطيرة.
العفن يُنتج أبواغاً صغيرة غير مرئية تنتشر في الهواء وتُسبّب تهيّج الجهاز التنفسي وربما التهابات مزمنة.
نصائح للحماية:
- نظّف السجاد ثلاث مرات أسبوعياً باستخدام مكنسة كهربائية بفلتر HEPA.
- قم بتنظيف السجاد بالبخار مرة سنوياً على الأقل.
- الأفضل استبدال السجاد بأرضيات خشبية أو سيراميك سهلة التنظيف.
٢. الغاز المنزلي وغاز الرادون
يُعد غاز الرادون من أخطر الملوثات غير المرئية، فهو غاز مشعّ عديم اللون والرائحة يتسرّب إلى المنازل من التربة أو الصخور.
وقد أكدت منظمة الصحة العالمية أنه ثاني أكبر سبب لسرطان الرئة بعد التدخين.
أما غاز الطبخ فقد يُطلق عند احتراقه مادة ثاني أكسيد النيتروجين التي تُهيّج الشعب الهوائية وتزيد من نوبات الربو.
كيف تحمي نفسك؟
- قم بتركيب جهاز بسيط لقياس مستوى الرادون في المنزل.
- افتح النوافذ أو استخدم شفاطاً أثناء الطبخ.
- نظّف وصُن الأجهزة الغازية بانتظام لتجنّب التسربات.
٣. الصراصير والمبيدات
بقايا الصراصير وبرازها وأجزاؤها الصغيرة تتحوّل إلى غبار يُمكن استنشاقه بسهولة، مما يؤدي إلى حساسية أو ضيق في التنفس، وقد يُسبب الربو لدى الأطفال.
في المقابل، الإفراط في استخدام المبيدات قد يكون مضراً أيضاً لأنها تحتوي على مواد كيميائية سامة للأعصاب والرئتين.
نصائح عملية:
- حافظ على نظافة المنزل وجفافه، خصوصاً السجاد والأقمشة.
- عند استخدام المبيدات، ارتدِ كمامة وقفازات وافتح النوافذ جيداً.
- لا تستخدمها يومياً أو في أماكن مغلقة.
٤. الدقيق واستنشاقه أثناء الطهي
هل تحب تحضير الخبز أو الحلويات؟ كن حذراً عند التعامل مع الدقيق.
فاستنشاق غباره قد يؤدي إلى سعال وصعوبة في التنفس، وقد يُسبب مع الوقت ما يُعرف بـ “ربو الخبازين”.
لتجنّب ذلك:
- امزج الدقيق ببطء لتجنّب تطايره.
- استخدم كمامة خفيفة عند الخَبز المتكرر.
- تأكّد من تهوية المطبخ جيداً.
٥. الطيور والبيئة الزراعية
الاقتراب من الطيور جميل، لكنه قد يُسبب التهابات رئوية تحسسية عند استنشاق جزيئات من ريشها أو فضلاتها.
كما أن المزارعين الذين يتعاملون مع الحبوب أو القش الرطب قد يُصابون بما يُعرف بـ “رئة المزارعين” الناتجة عن استنشاق العفن.
طرق الوقاية:
- ارتدِ كمامة واقية عند تنظيف أقفاص الطيور أو التعامل مع الحيوانات.
- تجنّب الأماكن الرطبة أو المتعفنة في المزارع.
- راجع الطبيب إذا شعرت بضيق تنفس بعد التعامل مع الطيور أو الأعلاف.
٦. الألعاب النارية
الألعاب النارية تضيف البهجة إلى المناسبات، لكنها تُطلق في الجو جزيئات معدنية دقيقة وغازات سامة تُسبب تهيج الرئتين وربما نوبات ربو حادة.
لتقليل الخطر:
- استمتع بالمشاهد من مسافة آمنة.
- لا تُشعل الألعاب النارية في الأماكن المغلقة.
- استخدم كمامة واقية إن كنت قريباً من مصدر الدخان.
٧. الشموع المعطرة
الشموع تضفي لمسة دافئة وجوّاً رومانسياً، لكن الشموع المصنوعة من البارافين النفطي تُطلق مواد كيميائية ضارة مثل البنزين والتولوين عند الاشتعال.
اختيارات أكثر أماناً:
- استخدم شموعاً مصنوعة من شمع العسل أو الصويا.
- لا تستخدمها بشكل يومي.
- أشعلها في مكان جيد التهوية.
٨. أجهزة ترطيب الهواء والمسابح الساخنة
رغم أن أجهزة ترطيب الهواء تُستخدم لتحسين التنفس، إلا أنها قد تُصبح مصدر تلوث ميكروبي إذا لم تُنظَّف جيداً، تماماً مثل أجهزة التكييف.
الفطريات والبكتيريا التي تنمو داخل هذه الأجهزة قد تُسبب حساسية أو التهابات رئوية.
ولتفادي ذلك:
- نظّف الفلاتر والخزانات بانتظام.
- استخدم ماءً مقطّراً في المرطّب.
- حافظ على نظافة المسابح وأحواض المياه الساخنة لتجنّب ما يُعرف بـ “رئة الجاكوزي” الناتجة عن البخار الملوث بالبكتيريا.
٩. الوسائد الهوائية (Airbags)
الوسائد الهوائية تُنقذ الأرواح، لكنها قد تُسبب في حالات نادرة تفاعل تحسسي أو التهاباً في الرئتين بسبب مادة كيميائية تُسمى صوديوم أزيد تُستخدم في فتح الوسادة.
متى تستشير الطبيب؟
إذا شعرت بضيق في التنفس أو سعال مستمر بعد حادث سيارة، راجع الطبيب فوراً — خاصة إذا كنت تعاني من الربو أو أمراض الرئة المزمنة.
احمِ رئتيك… تنعم بحياة أطول
رئتاك تعملان بصمت لخدمتك كل لحظة، لكن بعض العادات اليومية قد تُعرّضهما للخطر دون أن تدرك.
من خلال الوعي والممارسات البسيطة مثل تهوية المنزل، تنظيف الأجهزة بانتظام، وتجنّب التعرض للملوثات، يمكنك الحفاظ على صحة رئتيك مدى الحياة.
تذكّر أن الوقاية أسهل وأذكى من العلاج.
تنفّس بعمق… وابدأ بحماية رئتيك اليوم.